طقس مراكش — توقعات اليوم و15 يوماً

طقس مراكش: سحر سماء تعانق المدينة الحمراء

مراكش، لؤلؤة الجنوب، لا تُروى حكايتها فقط من خلال قصورها وأسواقها، بل أيضاً من خلال نورها وسمائها. الطقس في مراكش هو تجربة بحد ذاتها، مشهد دائم حيث تتحاور السماء مع الأسوار الضاربة في الحمرة والقمم الثلجية لجبال الأطلس. أكثر من مجرد نشرة جوية، حالة الطقس هنا هي النبض الذي يحيي المدينة، من أزقة المدينة القديمة الصاخبة إلى هدوء واحة النخيل الغنّاء.

بفضل الحماية التي توفرها جبال الأطلس الكبير الشامخة، تتمتع مراكش بمناخ شبه جاف فريد من نوعه، يقدم فصولاً متميزة وشمساً استثنائية على مدار العام. هذا المناخ هو الذي صاغ هندستها المعمارية، وفن العيش فيها، وروحها.

فصول مراكش: لوحة بألف لون

الشتاء (من ديسمبر إلى فبراير): شتاء مراكش هو فصل يتميز بلطفه الرائع. فبينما ترتجف أوروبا من البرد، تقدم المدينة الحمراء أياماً مضيئة وصافية، مع درجات حرارة تقارب 18-20 درجة مئوية. السماء، بلونها الأزرق العميق، تخلق تبايناً بصرياً مدهشاً مع قمم الأطلس المكللة بالثلوج. إنه الوقت المثالي للتجول في ساحة جامع الفنا بعيداً عن زحام الصيف، أو لتذوق الشاي بالنعناع على شرفة مشمسة. قد تكون الليالي باردة، مذكرةً بأن الصحراء ليست بعيدة، وداعيةً للبحث عن الدفء قرب مدفأة في أحد الرياضات.

الربيع (من مارس إلى مايو): الربيع هو بلا شك أجمل فصول السنة لاستكشاف مراكش. الطبيعة تنفجر بالحياة، والحدائق، مثل حديقة ماجوريل، تتزين بأجمل ألوانها، وتعبق رائحة زهر البرتقال في الهواء. الطقس يكون مثالياً بكل بساطة، مع درجات حرارة معتدلة وممتعة تتراوح بين 23 و 28 درجة مئوية. الشمس سخية، ولكنها ليست حارقة أبداً. إنه دعوة للتأمل، واكتشاف الأفنية السرية، والاستمتاع بوجبات غداء لا تنتهي في الهواء الطلق.

الصيف (من يونيو إلى سبتمبر): صيف مراكش هو فصل الحرارة الشديدة والنابضة بالحياة. الشمس تتربع على عرش السماء ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية. لكن مراكش تعلمت كيف تتعايش مع شمسها. تتكيف الحياة مع الحرارة: الصباحات تكون نشطة، بينما تُخصص فترات بعد الظهر للقيلولة في ظل فناء أو على حافة مسبح منعش. في المساء، عندما تنخفض الحرارة، تستيقظ المدينة من جديد. تنبض الشرفات على الأسطح بالحياة، مقدمةً إطلالات خلابة على غروب الشمس الذي يشعل السماء. إنها حرارة جافة، يخفف من وطأتها انخفاض نسبة الرطوبة.

الخريف (من أكتوبر إلى نوفمبر): الخريف هو صيف هندي يطيل أمد المتعة. يصبح الضوء أكثر نعومة وذهبية، مما يبرز جمال واجهات المدينة. تعود درجات الحرارة لتصبح لطيفة جداً، شبيهة بدرجات حرارة الربيع. قد تهطل الأمطار الأولى، النادرة والقصيرة غالباً، لتنعش الأجواء وتغسل الغبار لتكشف عن ألوان أكثر حيوية. إنه فصل رائع لاستكشاف واحة النخيل على ظهر جمل، أو للمغامرة في وديان الأطلس التي تستعيد خضرتها.

"الشركي"، نسمة الصحراء الحارة

أحياناً، تهب رياح حارة قادمة من الصحراء، تُعرف باسم "الشركي"، وتجتاح المدينة. يصبح الهواء جافاً، وتتغطى السماء بغبار ناعم بلون المغرة، ويبدو الزمن وكأنه معلق. هذه الظاهرة، رغم أنها قد تكون غير مريحة، إلا أنها جزء لا يتجزأ من تجربة مراكش. إنها تذكير بقرب الصحراء وتضيف لمسة من الغموض والمغامرة إلى جو المدينة.

أكثر من مجرد طقس، إنه فن للحياة

في مراكش، الطقس ليس عائقاً، بل هو مكون أساسي لفن العيش. هندسة الرياضات، بأفنيتها المركزية وجدرانها السميكة، هي استجابة ذكية للمناخ، حيث تخلق جزرًا من البرودة الطبيعية. الحدائق الغناء هي واحات تلطف الهواء. نعيش هنا على إيقاع الشمس، نبحث عن ظلها المفيد أو دفئها اللطيف حسب الساعة والفصل.

إن الاطلاع على حالة الطقس في مراكش لا يقتصر على التخطيط للملابس. إنه استباق لسحر غروب الشمس فوق الكتبية، وتخيل برودة مسبح بعد يوم من الاستكشاف، أو الحلم بالمنظر الخلاب للأطلس الثلجي تحت سماء شتوية صافية تماماً. إنه الاستعداد لعيش مدينة تنبض مع مناخها.