11:00
27°
0%
درجة الحرارة الحالية في مكناس هي 27°م
سرعة الرياح الحالية في مكناس هي 7 كم/س
غداً في مكناس، ستتراوح درجات الحرارة بين 16°م و 25°م
مكناس، المدينة المهيبة، لا تكشف عن سحرها فقط من خلال أسوارها الضخمة أو بهاء باب المنصور. إنها تُعاش وتُحس على إيقاع مناخ صاغ تاريخها وكنوزها. المدينة الإسماعيلية، التي غالباً ما تُلقب بـ "فرساي المغرب"، تتمتع بطقس يعكس روحها المزدوجة: عظمة إمبراطورية تغمرها الأنوار وأرض زراعية ذات ثراء استثنائي.
يقع مناخ مكناس، القاري الممزوج بالنعومة، بين جبل زرهون وسفوح الأطلس المتوسط الأولى. فصول السنة فيها واضحة ومميزة، مما يمنح وجوهاً متغيرة لهذه المدينة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
الشتاء (من ديسمبر إلى فبراير): الشتاء في مكناس منعش ومفعم بالحيوية. السماء، التي غالباً ما تكون زرقاء صافية بعد المطر، تضيء زليج المدرسة البوعنانية. قد تكون الصباحات باردة، حيث تقترب درجات الحرارة أحياناً من الصفر المئوي، لكن الأيام تكون بشكل عام معتدلة ومشمسة، ومثالية لاستكشاف مدينة مولاي إسماعيل الإمبراطورية الشاسعة. إنه فصل السكينة، حيث يبرز ضوء الشمس الخافت جمال الأسوار الضاربة في الحمرة.
الربيع (من مارس إلى مايو): الربيع هو سيّد الفصول في مكناس. الريف المحيط بها، الذي يُعتبر مخزن حبوب المغرب، يتحول إلى بحر من الخضرة. حقول القمح تتموج مع النسيم، وأزهار الخشخاش تلون بساتين الزيتون. الطقس يكون إلهياً، مع درجات حرارة معتدلة تتراوح بين 20 و 25 درجة مئوية. إنه الوقت المثالي لرحلة إلى أطلال وليلي الرومانية القريبة، أو لاكتشاف مزارع الكروم الشهيرة في المنطقة التي تستيقظ تحت شمس سخية.
الصيف (من يونيو إلى سبتمبر): الصيف حار وجاف، وهو طابع نموذجي للمناخ القاري. الشمس حارقة، وتتجاوز درجات الحرارة 35 درجة مئوية بشكل متكرر. تتكيف الحياة في مكناس مع هذا الإيقاع. يصبح ظل أزقة المدينة القديمة ملاذاً ثميناً، وبرودة حدائق ضريح مولاي إسماعيل نعمة. أما الأمسيات، فهي رائعة. فبمجرد غروب الشمس، ينتعش الهواء وتنبض الشرفات بالحياة، مما يوفر ملاذاً مرحباً به وإطلالة خلابة على المدينة وهي تتلألأ.
الخريف (من أكتوبر إلى نوفمبر): يقدم الخريف موسماً ثانياً رائعاً. تهدأ حرارة الصيف، مفسحة المجال لأيام دافئة وذهبية. إنه موسم الحصاد، خاصة الزيتون الذي تشتهر به المنطقة. قد تظهر الأمطار الأولى القادمة من المحيط الأطلسي، لتعيد إحياء الألوان وتنقي الأجواء. إنها فترة هادئة، مثالية للتشبع بالجو الهادئ للمدينة الإمبراطورية قبل برودة الشتاء.
طقس مكناس هو مفتاح ثراء أرضها. فالشتاء البارد بما فيه الكفاية والصيف الحار والجاف هما شرطان مثاليان لزراعة الزيتون والكروم، وهو إرث يعود إلى العصر الروماني. المناخ السخي، مقترناً بالتربة الخصبة، جعل من منطقة مكناس القلب الزراعي للبلاد. إن الاطلاع على حالة الطقس هنا يعني أيضاً توقع نكهة زيوت الزيتون الجديدة أو جودة محصول العنب القادم.
فهم طقس مكناس هو قبول دعوة للسفر. إنه الإحساس بالبرودة الصباحية عند عبور باب المنصور، والبحث عن الظل المريح في متاهة المدينة القديمة وقت الظهيرة، والاستمتاع بالسماء المرصعة بالنجوم من شرفة في أمسية صيفية. مناخ مكناس ليس مجرد تفصيل، إنه حارس روحها، ونسمة قوية وهادئة تحيي "مدينة المئة مئذنة".